ألقى سهيل ناخودة – من مؤسسة كلام للبحوث والإعلام – خطابًا رئيسيًّا في ورشة العمل التي عقدت في السادس عشر من تشرين الثاني عام 2015 من قبل معهد دراسات جنوب شرق آسيا – مركز يوسف إسحاق، وذلك بالتعاون مع كونارد أدنور ستيفتانج، وكانت تحت عنوان “التطورات الإسلامية في جنوب شرق آسيا”.
كان اليوم الأول عبارة عن جزء من برنامج معهد يوسف إسحاق للدراسات الإقليمية والاجتماعية والثقافية RSCS وتم التركيز على التطورات في ماليزيا وأندونيسيا وسنغافورة، وتم جمع العلماء مع بعضهم هناك فتكلموا حول مواضيع كالمجتمع المدني والسياسة والعلماء في ماليزيا، والقانون والتعليم في ماليزيا، وتأثير الشرق الأوسط على المعاهد الإسلامية في أندونيسيا، وتأثير الشرق الأوسط على المعاهد الإسلامية في سنغافورة.
طرح العلماء مؤخرًا المخاوف في أن المسلمين في جنوب شرق آسيا يصبحون أكثر تطرفًا وتحفظًا، وقد نوه البعض على أثر العامل الإسلامي والسياسة في المجتمعات ذات الثقافات المتنوعة في المنطقة، وعلى الرغم من أن لدى المسلمين في جنوب شرق آسيا تراثًا محليًّا مدموجًا مع العقيدة الإسلامية وحركة الدعوة (إشارة إلى الظهور الإسلامي الجديد) في السبعينات من القرن الماضي فإن التعريب المتزايد في المجتمع الإسلامي إلى جانب التطلع للخلافة في الشرق الأوسط غيّرا في تركيبة المجتمعات الإسلامية وعلاقتها مع المجتمعات الأخرى، ولذلك فإن الهدف من ورشة العمل هو عرض بعض القضايا كالشبكات المعاصرة وتدفق الطلاب والأساتذة والأدب من الشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيا، وفهم الجوهر المتطور للمحاكم الشرعية والبيروقراطية والخدمة المدنية، وظهور الثقافة والسياسة الإسلامية في المجتمع المعاصر إلى جانب ردات الفعل من كلا المسلمين وغير المسلمين.
وقد قدم سهيل ناخودة في خطابه الرئيسي نظرة شاملة للتطور الذي قام في الشرق الأوسط، وبالخصوص ما حصل أعقاب الربيع العربي ونشوء الجماعات المتطرفة مثل داعش وتشعباتها المختلفة وتداعياتها على الأمن الإقليمي والعالمي، كما ناقش الآثار السلبية للحضارة الإسلامية بسبب صعود الإسلاميين والاتجاهات الفكرية مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير وغيرهما، والحركات المتزمتة كالوهابية وما يسمى اليوم بحزب أنصار الشريعة وهي مزيج من الاتجاهات الفكرية والمتزمتة، وتطرق ناخودة إلى جوهر هذه التيارات السلبية وكيفية توهينها ليس فقط للاستقرار بل وتآكل جميع العناصر الأساسية للحضارة الإسلامية بسببها، ولن يكون الشعور بهذا الأثر فقط في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأوروبا، بل سيكون أيضًا في جنوب آسيا.
وقد حضر ورشة العمل علماء بارزون من سنغافورة وماليزيا وأندونيسيا وأيضًا باحثون ودبلوماسيون وزعماء دينيون.