“العقل والرؤيا في عصر التطرف: إحياء المنهج المعرفي الكلامي في مؤسسات المعرفة المعاصرة”
نَظَم المعهد العالي للدراسات الإسلامية والإستراتيجية بماليزيا، بالتعاون مع مؤسسة كلام للبحوث والإعلام، ورشة عمل افتتاحية تحت شعار (العقل والرؤيا في عصر التطرف: إحياء المنهج المعرفي الكلامي في مؤسسات المعرفة المعاصرة) تناولت المنهج المعرفي الكلامي. وقد جرت الفعاليات بمقر المعهد العالي للفهم الإسلامي في كوالالمبور بتاريخ 27 كانون الثاني 2016. وتُعَد هذه الفعالية باكورة التعاون المثمر لشبكة مؤسسة كلام للبحوث والإعلام في اقليم جنوب شرق آسيا من خلال شريكها الإستراتيجي هناك وهو المعهد العالي للدراسات الإسلامية والإستراتيجية في العاصمة الماليزية.
وقد أدلى المسؤول عن المؤتمر الدكتور عمران محمد بتصريحٍ جاء فيه: «لقد قمنا بتنظيم هذه الفعالية لمعالجة فجوة خطيرة في فهم المنهج المعرفي الكلامي في سياق نظرية المعرفة الحديثة. نحن في أمس الحاجة في وقتنا الراهن لإعادة إحياء المنهج المعرفي الكلامي لمجابهة التفسيرات الخاطئة المتطرفة للإسلام والتي أدت إلى الإلتباس ومانجم عن ذلك من انحرافات». ويعمل الدكتور عمران محمد مديراً لكلٍ من مكتب «مؤسسة كلام للبحوث والإعلام» في جنوب شرق آسيا و«المعهد العالي للدراسات الإسلامية والإستراتيجية» في كوالالمبور.
وقد اجتمع أحد عشر عالماً وباحثاً لتدارس وبحث مختلف الجوانب المتعلقة بالمنهج المعرفي الكلامي، وفي طليعتهم الدكتور عمران محمد. وخلال الفعاليات الصباحية لورشة العمل ألقى الدكتور محمد الزائدي اسماعيل محاضرة تناولت إحياء النهج الغزالي في المنطق والمعرفة واليقين؛ ويشغل الدكتور محمد الزائدي اسماعيل منصب نائب المدير العام للمعهد العالي للفهم الإسلامي بماليزيا؛ وأعقب ذلك محاضرة ألقاها الدكتور حميد فهمي وتناولت بالبحث التضمينات المعرفية لمبدأ السببية عند الإمام الغزالي؛ ويعمل الدكتور حميد فهمي بجامعة دار السلام الاندونيسية. كما تناولت الدكتورة (ألديلا داتو عيساحق)، الأستاذة المساعدة بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، «الميزات البارزة لنظرية المعرفة عند إمام المدرسة الماتردية»؛ فيما حاضر الدكتور محمد فريد محمد مدير المعهد العالي للفهم الإسلامي بماليزيا عن«أولوية البرهان العقلاني في الإسلام: رؤية الإمام فخر الدين الرازي». هذا وقد قدم الأستاذ (أدنين أرماس) الباحث بمعهد دراسات الفكر والحضارة الإسلامية في اندونيسيا ملخصاً تناول فيه «المعرفة اللازمة في ابستيمولوجيا الإمام الرازي».
وشرح الدكتور خالد مصلح من جامعة دار السلام الاندونيسية «موقف أبو حامد الغزالي وابن تيمية من المنطق الأرسطي، وجهودهما في تأسيس منطق إسلامي بديل كأداة تفكير».
وبعد الظهر، قام الدكتور صيام الدين العارف، مدير معهد دراسات الفكر والحضارة الإسلامية في اندونيسيا، بطرح رؤيته التي أوردها في عمله المعنون: «تفنيد المتكلمين لحجج السفسطائيين».
وقدم الدكتور (وان سحيمي وان عبد الله) وهو يعمل أستاذاً مساعداً ب«مركز الدراسات المتقدمة في الإسلام والعلوم والحضارة» التابع لجامعة العلوم والتكنولوجيا الماليزية، لعملهِ الذي بحث فيه مفاهيم المعرفة واكتسابها عند أبي البركات البغدادي. بينما شاركت الدكتورة (ميقاواتي موريس)، وهي أستاذة مساعدة بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، بأفكارها التي تضمنها بحثها عن تصنيف المعرفة عند الشيخ العلامة عبدالصمد الفلمباني.
وقام الدكتور عبدالحي القطاني، من معهد دراسات الفكر والحضارة الإسلامية في اندونيسيا، بمناقشة كتابه: «المنهج المعرفي الكلامي عند عبد الكريم القشيري». كما قام الدكتور عباس منصور تمام، من جامعة ابن خلدون – بوغور، اندونيسيا، بتقديم كتابه: « مفهوم العقل والهوى : دراسة معرفية في الفكر الماوردي».
وعلى مدى فعاليات حلقة العمل، قدم العلماء والباحثون المشاركون نصائحهم ورؤاهم ودعمهم وتشجيعهم لبعضهم البعض في الدراسات والمحاضرات والمداخلات التي أسهموا بها. وتمثلت إحدى نتائج ورشة العمل في توافق الآراء حول قيام كل عالم وباحث بكتابة مقالة عن المواضيع التي سيتم طرحها للنقاش في ورشة العمل التالية والمقرر عقدها في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الفترة من 23 إلى 24 مارس 2016، حيث تشكل هذه المواد المطروحة أساساً للدراسة المزمع نشرها والمتعلقة بالمنهج المعرفي الكلامي.
وقد أدلى السيد سهيل ناخودا، المدير التنفيذي لمؤسسة كلام للبحوث والإعلام بتصريحٍ صحفي ذكر فيه:
«تهدف مؤسسة كلام للبحوث والإعلام إلى إحياء تقاليد علم الكلام الإسلامي من خلال شبكتها من العلماء والمهنيين وشركاءها من المؤسسات في جميع أنحاء العالم. انّ ورشة عمل ”المنهج المعرفي الكلامي“ التي ينظمها المعهد العالي للدراسات الإسلامية والإستراتيجية في كوالالمبور، بالتعاون مع مؤسسة كلام للبحوث والإعلام، تُعَد خطوة مهمة في دفع عجلة علم الكلام التحليلي في بلدان جنوب شرق آسيا، وإحياء النقاش بين الباحثين الذين يضطلعون بدراسة وبحث هذا التخصص الهام. وبدون الفهم السليم للمنهج المعرفي الكلامي لن يتمكن التربويون والعلماء والباحثون من الأخذ بيد الأمة وارشادها أو الرد على الأسئلة الحرجة التي تُشَكِّل الخطاب الحديث»