نظمت «مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان» ندوة بعنوان (الإسلام في القرن الحادي والعشرين: التغلب على تحديات التطرف)، وذلك بمنارة «السعديات» بمدينة أبوظبي. وقد ألقى الأستاذ الدكتور عارف النايض محاضرةً قَيّمةً ذكّرّ فيها الحضور الكرام تذكيراً طيباً بالتراث الإسلامي الموروث لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم. وتناول أحد المحاور الرئيسية التي غطاها الأستاذ الدكتورعارف النايض أهمية إحياء المدارس الإسلامية التي كانت على مر التاريخ منارات للعلم مثل مدرسة «عثمان باشا السافزلي» بالمدينة القديمة في العاصمة الليبية طرابلس، والتي تمثل صرحاً علمياً وثقافياً لنشر الرحمة والتعليم، وخدمة طلاب العِلم والعلماء، وكذلك خدمة الفقراء والمحتاجين.
وأشار سيادته إلى أهمية العودة لقيمة الرحمة في المجتمعات الإسلامية التي كانت المدارس الإسلامية تضطلع بنشرها في أوساط المجتمعات الإسلامية والتي تتجلى في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ). وشرحَ سيادته كيفية تناقل تلك الصروح العلمية الإسلامية، بالسند المتصل، قِيَم الرحمة وترسيخها جيلاً بعد جيل.
وعرّفّ الأستاذ الدكتور عارف النايض المشاركين الكرام على شخصيةٍ هامةٍ أخرى من التراث الإسلامي وهو الإمام أحمد زروق المولود في المغرب، والذي أقامَ في ليبيا؛ وقام سيادته بتفسير المنطلقات التي اعتمد عليها الإمام أحمد زروق وهي النية الخالصة، والتمسك بالعروة الوثقى، والتفاني في الخدمة المثلى، والسعيّ الدؤوب والمستمر، وشكر وتقدير النعم التي وهبها لنا الله عز وجل؛ وهذه القواعد الخمس تستظل بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المشرفة وسيرة النبي صلوات الله وسلامه عليه المبعوث رحمة للعالمين. وأشارّ الدكتور عارف إلى أن نزعات التطرف والقسوة يمكن الإنتصار عليها بتغليب قِيَم الرحمة والتراحم والتسامح من خلال الحفاظ على المؤسسات التي تدعم وتدعو إلى هذه القِيَم النبيلة.
وكان من بين المتحدثين في هذه الفعالية العالمية فضيلة الشيخ (حمزة يوسف) وهو مؤسس ورئيس ومحاضر بجامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية، والبروفيسورة (كريمة بنون) وهي مؤلفة ومحامية وأستاذة في القانون الدولي بجامعة «كاليفورنيا- دافيس» بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتبر برنامج «منتدى» ملتقى للعلماء والمبدعين والمفكرين من كافة أنحاء العالم ويتبنى النقاشات العلمية المفيدة التي تهدف إلى إثراء الوعي ونهضة المجتمعات المحلية.
